السبت، يناير 06، 2018

"نهاية"

السماء تبدو كشعلة نارية ملتهبة .. تقذف النيران..
خلق كثير يفرون ويتصايحون.. يهرولون في كل الاتجاهات ..
مزيج من مشاعر الجزع والخوف والصدمة تضرب الأنحاء...
هرج ومرج يعم الأماكن كلها..
كل الأحداث تتسارع بشكل جنوني ...
صيحات متصلة من جموع بشرية تنم عن عذابات وآلام.. تمتزج بأصوات انفجارات وارتطامات..

وبعد أن أيقن هو بأن كل الأماكن تتساوى في خطورة البقاء فيها ..
يهرول حاملا ابنته بين يديه مسرعا إلى ذلك الركن .. المكان الأقل خطورة..
آلاف من التساؤلات تكاد تفجر رأسه ، وتذهب عقله .. فكل شيء بدأ من ربع الساعة فقط .. كل هذا الدمار والخراب..

يجلس على الأرض منحنيا فوق ابنته ليكون درعا لها من الأكوام المتساقطة وقد تسارعت أنفاسه..
الذعر يطغى على قلب الطفلة الصغيرة ويفيض على وجهها ، وهي غير مدركة لما يحدث ، فقد استيقظت من نومها لتجد كل تلك الفوضى في لحظة ..
تبكي وقد احمرت وجنتاها وجفت الدموع فوقهما من هول الأحداث ،ثم تصرخ بصوتها الصغير في جزع : " ماما!! .. فين ماما يا بابا؟؟"..

يحتوي جسدها الصغير في أحضانه بقوة مهدئا من روعها ، وهو يصرخ ليعلو صوته فوق أصوات وصراخات البشر التى تتعالى ذعرا ، وفوق أصوات الارتطامات : "متخافيش يا "سما" .. هنروحلها بعد شوية.. هنروحلها بعد شوية.."

يحاول إخفاء نبره الجزع في صوته ويضمها إلى صدره بشده ، ويصرخ للمرة الأخيرة وهو يشاهد تلك الكتلة الخرسانية التى تتجه نحوهما في سرعة جنونية: " غمضي عينك يا سما... متخافيش يا "سما"..
ويكمل بصوته المتهدج ، وقد اغرورقت عيناه بالدموع ، وامتزج بداخله الألم بالخوف بالاستسلام ،ويصرخ بأعلى صوته : "متخافيش... يا سما هنروح عند ربنا دلوقتى.. متخافييييييش"
وترتطم الكتلة...
#أبوالفداء_الكاتب

ليست هناك تعليقات: