لن يكونوا ملائكة

خلال عودته إلى قريته مستقلا الحافلة...
بدا عليه الحزن والغضب والحيرة...
وكان يفكر ...لماذا؟؟
الناس... لماذا يسرقون؟؟ لماذا يكذبون؟؟ لماذا يتخابثون؟؟...لماذا؟؟...لماذا؟؟
كاد رأسه أن ينفجر من الغضب والحيرة...
وصل إلى بيته...
وبعد أن صلى المغرب...كان رأسه قد ارتاح قليلا...
ولكنه منزعج جدا...
تلك الأفكار والتساؤلات...
لماذا؟؟...لماذا؟؟

ذهب إلى عم "إبراهيم" ذلك الشيخ العجوز الذي يبلغ من العمر تسعون عاما ...
شرب معه الشاي...
وطرح عليه تساؤلاته وأحزانه...

نظر إليه الشيخ...ثم تطلع إلى السماء ،وقال في هدوء:
"لأن البشر لن يكونوا ملائكة.."
فقط ، ولم يزد عليها...

خرج من عند الشيخ متأملا في الكلمات مرددا إياها في تفكر...وقال لنفسه:
"نعم...نعم لن يكونوا ملائكه"
ومن ساعتها لم يعد يغضب أويحزن...من الناس

(من مؤلفاتي:أبو الفداء)