" لن ينكسر الزجاج.. انها مجرد قطرات صغيرة.. ليست بحرا"
جالت
بخاطرها تلك الكلمات وهي تجلس على كرسيها في غرفتها قبالة النافذة في خشوع ، تراقب
قطرات المطر وهي تهجم على دفعات -كجيش - وتحاول جاهدة كسر زجاج النافذة ثم ما تلبث
ان تنكسر هي ، وتنزلق على سطحه في خنوع..
يا
لتلك الامطار !! هل حقا بإمكانها ان تكسر الزجاج؟؟!
تنظر
الى الناس في الشارع وهم يهرولون للاحتماء بشجرة .. او يسيرون بحذر متفادين أخاديد
الاوحال التى رسمت على اﻻرض اشجارا متشابكة الأغصان، بلا اوراق..
انها
قطرات صغيرة.. انظر كيف تستحث الناس! !
حقيقة
تلك القطرات تشبه المشاكل التى تمر بنا ..
قطرة
ثم اخرى ثم ثالثة.. هل هي حقا قادرة على ان تكسرنا؟؟
هل
هي قادرة على ان تغرقنا يوما ما؟؟
تتبدل
الصورة امام عينيها..
تشعر
بدوار البحر. .
تحاول
ان تهديء من روعها في ذلك البحر المتلاطم ..
تحافظ
على اتزانها ليدرس عقلها اﻷمر..
اقدامها
تستقر على فراغ..
جسمها
يتماوج كورقة شجر على سطح مائي ألقى فيه حجر للتو..
"نفس عميق.. كل شيء على ما يرام"
نطقها
عقلها في محاولة ناجحة للهدوء..
وما
إن هدأت من روعها حتى بدأت الأمواج تستقر..
الغيوم
تنقشع..
الان
تبصر السماء..
نفس
عميق آخر..
"مطر.. السماء.. بحر"
أعادتها
تلك الكلمات إلى غرفتها على كرسيها و امام نافذتها التى لا زالت تصمد في وجه الغزو
المطري..
فرأت
أختها الصغيرة ذات الأربع سنوات .. وهي تتقافز أمام النافذة وتكرر تلك الكلمات
المتقطعه بفرح وسرور ، وهي تشاهد جريان الماء في الشارع..
فأخذت
تعتدل و تتأملها في ذهول للحظات..
ثم
استعادت وضعيتها على الكرسي ..
وعادت
تراقب..
في
خشوع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق