الأحد، أغسطس 24، 2008

القصة الأخيرة...

كان يسير مهموما مغموما...
الأمور تزداد تعقيدا يوما بعد اآخر..
غصة تملكت حلقه...فابتلع ريقه بصعوبة ...
الحر شديد ..العرق يتصبب من جسده ..
يتنفس بصعوبة
يجتهد ليدخل أكبر قدر من الهواء في رئتيه..

يفيق من همومه للحظة...
يعبر خلالها الطريق الذي يغص بالسيارات...
مازال أمامه الكثير ليصل إلى البيت...
يجب أيضا أن يعبر شريط القطار...

يعود لأفكاره...
يفكر في الانتحار ...
يتخيل موقف الانتحار...على شريط القطار ...
يسخرمن نفسه ثم يطلق ضحكة قصيرة ساخرة...
هو دائما ما يفكر في الانتحار...لكن بالشكل المسرحي الدرامي..لا حقيقة
لم يفكر في الانتحار بجدية كبيرة يوما...
يضحك ضحكة قصيرة ثانية..
وتأتيه فكرة كتابة القصة...
سيكتبها ...وينهي حياة البطل على شريط القطار
سيصور نفس الحالة التي هو فيها...
ولكن الفرق أن بطله سوف ينتهى على شريط القطار...
كانت فكرة رائعة...
ويسميها "القصة الأخيرة"...

لم يستيقظ إلا على صوت القطار يقترب...
فجأة توقفت قدماه فوق شريط القطار...
لم يستطع مواصلة السير...كأنما تسمرت قدماه في الأرض
ذعر رهيب ارتسم على ملامحه...
يداه تتحركان بعصبية تلمسان ركبتيه...يستحثهما على السير...
نظرة أخرى للقطار جعلته يدرك ...
أنه تنبأ نبوءة...